top of page
بين الأستاذ العقاد والرافعي
عداء بيِّن وتقدير دفين
كان الصباحُ يتكوّر مثل حرفٍ خجول على حافة الصفحة البيضاء، والضباب ينسج خيوطه الرقيقة فوق حواف النهر، كأنّه يحاول أن يخفي سرًا قديمًا خُطَّ في الماء منذ أزمنةٍ لا تُعرف بدايتها. في ذلك الركن القصي من العالم، حيث لا يسمعك أحد سوى الطيور التي استيقظت مبكّرًا، والريح التي تتهادَى على أطراف الأغصان، كان هناك مقعدٌ خشبيٌّ يبدو كأنه ينتظر أحدًا طال غيابه. سكنت فوقه آثار أقدام ليست لأحد بالتحديد، لكنها تشي بأن قلبًا مرّ من هنا يومًا ما، جلس، فكّر، وربما بكى.

